احة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز - سلمه الله -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإن بعض الناس يأخذون المصحف ويطالعون فيه دون تحريك شفتيهم. هل هذه الحالة ينطبق عليها اسم قراءة القرآن أم لابد من التلفظ بها والإسماع؛ لكي يستحقوا بذلك ثواب قراءة القرآن؟ وهل المرء يثاب على النظر في المصحف؟ أفتونا - جزاكم الله خيراً -. ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى، لكن لا يعتبر قارئاً، ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يُسمع من حوله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))( 1) رواه مسلم.ومراده صلى الله عليه وسلم بأصحابه: الذين يعملون به، كما في الأحاديث الأخرى، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها))( 2) خرجه الترمذي، والدارمي بإسناد صحيح. ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك، كما نص على ذلك أهل العلم. والله ولي التوفيق. (1 ) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب (صلاة المسافرين وقصرها) باب فضل قراءة القران وسورة البقرة برقم 1337، برقم: 1337، باب (فضل قراءة القرآن)، وأحمد في (باقي مسند الأنصار)، برقم: 21169. (2 ) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب (فضائل القرآن)، باب (ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر)، برقم: 2835 ، والدارمي في سننه، كتاب (الرقاق)، باب (الحسنة بعشر أمثالها) برقم: 2645. مجموع فتاوة ومقلات متنوعة الجزء الرابع والعشرين