يقضي الانسان ثلث حياته في النوم ونحن بحاجة الى النوم مثل حاجة البطاريات الى الشاحن حتى نستعيد طاقاتنا من جديد. أحب أن أصف مرحلة النوم كأنك تقوم بعمل (ريستارت) لدماغك. تقول الدراسات أنّ الانسان بحاجة إلى 8 ساعات نوم, لكن اذا أردت أن تصلي الفجر في المسجد عليك أن تنام أقل من 8 ساعات. اذاً هل ننام وفق ما توصلت اليه الدراسات أم ننام بقدر ما نحتاج اليه من النوم ؟ شخصياً, إذا نمت أكثر من 6 ساعات ونصف أستيقظ وأنا أشعر بصداع في العيون يمتّد الى الرأس فيشتّد ويستمر لمدة 5 ساعات على الأقل لذالك أحافظ قدر المستطاع أن لا أنام أكثر من 6 ساعات. هنالك من ينامون 4 ساعات يوميا فقط ولا يشعرون بالتعب. يتعلّق كيف تعوّد نفسك.
النوم عالم غريب جداً, أتذكر أنني في مرحلة ما قبل عدة سنوات عندما كنت أذهب للنوم قررت أن (أكتشف) اللحظة التي أنتقل فيها من حالة الاستيقاظ الى حالة النوم. تخيّل نفسك تقفز من مكان مرتفع الى داخل بركة ماء وهنا يحصل انتقال لجسدك من الهواء الى الماء واللحظة (الحاسمة) هي لحظة الارتطام بسطح الماء. قلت لنفسي لا بد أنه توجد في عالم النوم أيضا لحظة (حاسمة) كهذه, عندما تتحول من الوعي الى اللا وعي فوجدت نفسي أدخل في متاهات قريبة من الهلوسة, خصوصاً عندما شعرت أن جسدي (ينام) ودماغي يبقى (شبه نشيط) يترقّب تلك اللحظة الحاسمة ( جاثوم ؟ .. ) عندها عدلت عن هذه الفكرة الغريبة (والمخيفة) نوعاً ما, لأن النوم والموت أخوة وفي الجنة لا يوجد نوم … وقلت لنفسي (لا تعقّد الأمور حتى لا ينتهي بك الأمر في إحدى المصحات النفسية) .. استعدّت رشدي وعدت للنوم العادي والشخير الهادئ (يتعلّق بوجبة العشاء) …
في ذكريات الماضي, أتذكر عندما كنا صغاراً, كان الأهل يطلبون منا أن ننام (غداً دوام ..) فلا ننام ونتمرّد ونذهب للنوم في ساعة متأخرة وفي الصباح عند الاستيقاظ تسمع أصواتاً تناديك (قوم يا ولد ..) ولكننا لا نريد أن نستيقظ, بل نريد أن نستمر في النوم, يعني انعكست المعادلة, يطلبون منك النوم في الليل فلا تريد أن تنام ويطلبون منك أن لا تنام في الصباح ولكنك تصّر على النوم. لمن يواجه مشكلة كهذه مع أولاده ويريد حلاً فأنصحه أن يقول لهم في الليل (ممنوع النوم) وفي الصباح أن يقول لهم (ممنوع الاستيقاظ) واترك الباقي للمعادلة المعكوسة.
وأنت كم ساعة تنام ؟