أخبرنا أبو الأحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي أنا أبو الحسن ابن العلاف أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي أنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري حدثنا نصر بن داود بن مهران ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما ثلاثة نفر يمشون إذ أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت عليهم في غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم باب الغار
فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة فادعوه بها، فدعوا الله عز وجل فقال بعضهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأة وصبيان فكنت أرعى عليهم فإذا رحت إليهم حلبت فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإنه نأى بي طلب الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت فقمت عند رأسيهما أكره أن أوقظهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، فجعلوا يتضاغون عند قدمي فلم أزل كذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله عز وجل لهم فرجة .وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجل النساء فطلبت إليها نفسها فأبت علي حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة، وقال الآخر: اللهم إني استأجرت أجيرا فلما قضي عمله قال أعطني حقي .فعرضته عليه فتركه ورغب عنه، فثمرته حتى اشتريت به بقرا ورعاءها فجاءني بعد حين فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، فقلت: انطلق فخذ تلك ورعاءها، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك فخذ تلك البقر ورعاءها، فأخذها وذهب ،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرجها له الله عنهم