أن الملائكة التي تأتي لقبض روحه، هم ملائكة سود الوجوه، وأنهم يقفون أمام المحتضر الذي ينازع الموت مدَّ بصره، وأن ملك الموت -عليه السلام- يقف عند رأس هذا العبد الكافر فيقول: أيتها الروح الخبيثة اخرجي إلى غضب من الله وسخطه، فتتفرق روحه في جسده من الخوف، فينتزعها نزعاً شديداً مؤلماً، فهذا قد ثبت من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسند وغيره، وقد أخبر الله جل وعلا أن الملائكة عند وفاة الكافر تقوم بضربه ضرباً شديد على وجهه وعلى دبره، قال الله تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد}.
فهذه إشارة مختصرة إلى حال صاحب الروح الكافرة الفاجرة.
العبد المؤمن،
له شأناً آخر، فهو على النقيض من الكافر الفاجر.
أما الملائكة التي تحضره عند الممات، فهم ملائكة بيض الوجوه مستبشرين، مبشرين، معهم كفنٌ من الجنة وطيبٌ من الجنة، {يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية}.